الأربعاء، 4 مايو 2011

للخروج من أزمة التحرش الجنسي لا بد من ثقافة الثورة الروحية في مواجهة ثقافة الاستعباد - الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي





 

للخروج من أزمة التحرش الجنسي لا بد من ثقافة الثورة الروحية في مواجهة ثقافة الاستعباد .. 

الرسالة تعقيب على مقالة منشورة بعنوان :
" التحرّش الجنسي  " تشريعات مفقودة وثقافة تكمّم أفواه النساء ..    
جريدة الرأي الكويتية  
date=16092010
الشيخ والمفكر الاسلامي
 محمد حسني البيومي الهاشمي 

التحقيق في حد ذاته أمرا فيه النور والفائدة .. ولكن عمق التحقق في قراءة الأسباب الحادثة وراء هذه الممارسات المهينة في واقع الأمة .. وهي الأشد في اكتشاف الحقيقة وعمق الأزمة ... وهذا الظلام والإظلام المجتمعي لغايات المرأة المسلمة وسعادتها وهي جوهرة ثقافة بناء الأمة ..  يجعل من الولوج إلى الحقيقة وتحديد المسببات وراء الكوارث المجتمعية إنما يقرأ في سطور وكلمات النور القرآني الجليل في آيات الحجاب الى آيات المعذرون ( التبريريون المنهزمون )  !! الى آيات الأعراب الأشد كفرا ونفاقا .. ( ورثاء ثقافة الاستبداد الأموي ) لنجد ان  هذا الواقع إنما ينبع من فكر مأزوم وشخصيات في مركب اعتقادي متهاوي .. وان كان للشرف سمو القضية  فالشرف محتاج إلى قدسية .. واهم هذه المقدسات في وجهتي أن المرأة في واقع الأمة وفكر الأمة المتداول بين فكي كماشة  التجهيل وفكر الأعراب الأشد كفرا ونفاقا .. وهم جماعات المكذبين للرسالات السماوية .. هو الذي جعل التجهيل أمرا مهما في حياة بلاط الملوك .. والذين يخشون في المعاقبة والقوانين أن تكون ذراعا تصل إلى قامة المفسدين من حكام الجريمة .. ناهيك بهذا التجهيل هو الأزمة الفكرية في المركبات الأسرية والتي تضغط بجاهليتها المجتمعية نحو تكميم المرأة واعتبار ثورتها فجور بغطاء ملعون !! يقوم في زيفه الى خدعة : ( صوت المرأة عورة ) .. ومن تنقلاتي في الدول العربية وخاصة المناطق المنغلقة كالمجتمع الليبي والمجتمع الخليجي .. والواقع السعودي المأزوم .. والمكنوف بمشايخ وفقهاء جهلة إن لم يكونوا سفلة .. !! من بطانة الحكام والذين لا يتوقفون التحدث عن النساء والمتاع بغطاء إباحة التعدد في الزواج وملك اليمين الرائج اليوم .. !!  وفي واقع مذهبي جاهلي آخر تكون فيه قضية نكاح المتعة مجالا للفجور الجنسي ودكاكين للدعارة المستترة  التي تورث اليوم ملايين بآباء غير شرعيين بغطاء ديني فهؤلاء الشباب لا يتحملون هذه المصائب لوحدهم في عبثية الانحلال وتيه الغرائز ... ولكن فكر الخيانة المذهبي الابليسي الملعون هو الذي يزرع اليوم فكر التيه ليرتع الغربيون الماشيحانيون في بلاد المسلمين ويجعل الطغاة من أراضيهم مخازنا للسلاح النووي ومقرات لدفن بقايا الأسلحة الذرية ..  يترك وعاظ الملوك الفقه الثوري الديني الذي يتنز الله تعالى فيه النهضة للمؤمن في مواجهة التبعية .. الا تجهيل المرأة لتكون ساحة للتفريغ الجنسي وغرضا وعرضا دنيويا لا غير ؟؟؟
وفي حالة التسيب القضائي والقانوني نجد أمثال هؤلاء الذئاب ففي الواق المتخلف الذي يطوق المرأة ولا يستمع لأحاسيسها وغرائزها ليبحث فقط بديلا عن إنهاضها الى سترها بزوج مشوه !! مما يقضي عليها وفكرها !! وكأن المرأة خطر على المجتمع وهي اصل الشرور ؟؟
ولكن الداء العضال  هنا ليس الصمت على التحرش ولكن ثقافة المرأة في المجتمع الأعرابي المتخلف ...!!!
 ولا أقول المجتمع العربي المقدس فشتان بين المصطلحين والواقعين .. فالاكراه  للمرأة والنظر لها بالدونية يجعل من الحرام مباحا إذا سنحت له الفرصة .. وجدت أن مستوى التخلف هو الذي يؤدي إلى الجريمة وان الحياة شبه الاختلاطية الشاملة تقف خلف تيسير الموانع .. ولهذا يخفي المجتمع وساسته والموجهين له وضع النقاط على الحروف في التأسيس لثقافة الجريمة في المنظومة الأعرابية .. وهي التي جعلت بمنظوماتها التجزيئية شوارعها في حالة انغلاق عن الفكر وثقافة الحرية لا ثقافة الاباحية .. وهنا برزت ثقافة الاباحية من خلال قائمة المحرمات المتخلفة في منظومات والتي تحرم في واقع مليوني في ظلال منظومة آل سعود والعديد من حكام الخليج  والتي لا تري في الأحكام الالهية سوى قائمة من المحرمات ؟؟ وان المرأة تكاد تكون متهمة ؟؟ حتى حمل رخصة سياقه للسيارة .. !!  تمنع ويحرم عليها ذلك خشية الفتنة ..وعندما يضع العديد من هؤلاء عند زوجته هندوسي !! ويذهب هو إلى الأماكن الهابطة وملاحقة الناس بلا بحث في حالة إشباع غريزي يجد الهندوسي قد فعل مع زوجته كل المنكرات من خلال واقع متخلف في التحليل المجتمعي والقائم على حرمة الحر على الدخول ولكن النظر إلى الهنود  والأجانب في الواقع الخليجي مثلا على انهم عبيد !! وليس فيه إشكال للعبد أن تنكشف زوجته عليها ...
وللغريزة ثورة وهيجان في زمان الرويبضة وعيون عميت فيها القلوب والأبصار ..
إننا أمام معضلة ثقافية وهي أن المثقف العربي قد تلقن الثقافة الأعرابية ولم يتلقن الثقافة الإسلامية الثورية القائمة على قوة المنهج وزرع الثقة والعزة في المواطن .. لا زرع الأزمات والتجويع لكي تتاجر المرأة بلقمة العيش لأبنائها المحرومين .. فعندما تكون ثقافة الحرية تكون الثقافة الانسانية ..لأن الحرية هي في النور الالهي تصعيد للثورة .. وفرض القمع والاكراه هو أسوأ أنموذج للقتل الجماعي والله تعالى في علاه : يقول :
{  وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النور33
وهنا الوقفة النورانية في بعث ثقافة الحرية في عدم الربط بين ثقافة التزويج والبغاء الشرعي الانساني .. وبين ثقافة ومنطق الاكراه ..
وهنا السر في فرض الاكراه والذي يستتبعه في الحياة المجتمعية أزمات التعويض .. والاشباع غير المحرم واللاشرعي .. وهو نوع من الاعتراض على الثقافة السائدة ولكن في غياب الوعي والثقافة يجنح الضحية إلى اقرب الفرص للتعويض والهروب من الأزمة .. وفي الآية من قول الحق في علاه تشخيص للبعد الانساني في بناء النهضة { عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } وان الذي يدفع بالمرأة إلى هذا المنحى في التوصيف والعلاقات لهو أشد خطرا من فاعل السوء لأن نشر ثقافة الفاحشة في البيوت والاتصالات في الشبكات العنكبوتية الماسونية أصلا ومنبعا هو الذي يفتح باب الدخول لنمطية الافساد .. وهنا تقع المرأة المسلمة بين ضغطي الثقافة الموروثة المتخلفة وبين سياسات التجهيل التي طغت حتى على القوانين .. والتي أهم سماتها هي القمعية وهي التي لا تجيز الخروج الثوري على الحاكم الظالم فتجعل الشعوب والأمم والخلق قطاعا مستباحا لنمطية الحاكم الفاسد وحاشيته المقموعة والمستفيدة ؟؟؟
 والتى لا يمكن بحال أن تستقيم ... لهذا نقول في هذا التعقيب التوصيفي الموجز للمخرج من الأزمات هو لزومية البحث في فكر ثوري جديد تمتلك فيه المرأة ثقافة الحرية في التفكير والنقد والتعبير وأن عقليات جاهلية مرتدة أصلا ..  ترى في أن الرأي للمرأة محرم والحوار السياسي والفقهي أيضا محرم ؟؟ تحت بند القوامة للرجل فلعمري هنا المحطة في ثقافة التجريم والجريمة ..  حينما يتحول الدين وفتاوى علماء البلاط المقموعين إلى أدوات لتبرير الجريمة .. تكون الطامة واستغلال الدين في استعباد الشعوب مرتين ويكونوا بين سندان الحكومات الظالمة الجائرة وفيما بين مطرقة الفقهاء الجاهلين والمتخلفين بلبوس عمائم الشياطين !!  والأصل أن الحكام المفسدين والمتسلطين على الأمة بدعم الحكام الناهبين في الغرب .. وحين يمنع التعبير في المقالة وفي الرسالة العلنية باسم الرجل فكيف يكون الحال للمرأة والمجتمع بعين الدونية .. وهي إن الرجل لا يعرف المرأة إلا حين الجماع والذي أصبح في ظلال الثقافة الاكراهية عادة غريزية ليس إلا ولا علاقة لها بالعرفان الالهي القائم على وجود المزواجة في نبع التعارف والعرفان الالهي وخطاب المودة .. فالمرأة الثورية الكفاحية والكادحة هي التي تستطيع بثقافتها الاسلامية القائمة على الفكر المحمدي الأصيل : لا المنطلق من عاهات مشايخ البلاط وفقهاء السلاطين وهم عار على الأمم ؟؟؟ والمؤسف انم أصبحوا هم مادة التلقي .. ليكون الإسلام المتصهين الذي يبيح الجرائم كلها والافساد التاريخي كله مستباحا !!!  :
( العلاقة والتطبيع مع إسرائيل الوثنية  ) :
 وتكون الخيانة مستباحة في الثقافة فتكون بعدها مستباحة في العقل وفي البيوت والثقافات الدخيلة على نمطية نورنا الالهي القويم : لتوضع لنا اليوم بعد هيمنة الافساد الاسرائيلي الوثني :
( لا ثقافة الدجال وعبادة العجل ) التي  ترفع لها  شعارا خارقا وهو أن :
( الخيانة أصبحت وجهة نظر ؟؟؟ ) ..
 ويعطيها صكا غفران  تحت عناوين متعفنة في رائحتها الاكراهية .. ولهذا سجلت في احدي رسائلي الهامة ستنشر بمشيئة الله تعالى فرصة قريبة للقول في عنوان :
 ( ثقافة الحرية في مواجهة ثقافة الكراهية  )
بينت فيها بالتوسع .. ما هي آثار العنف في التأصيل الثقافي ليكون البعد الرباني عبدا للمخلوق والرسول محمد ..
صلى الله على محمد وعلى آله الطاهرين  :
هو الذي ربى أصحابه وأهل بيته عليهم السلام والرضوان على الثورة في مواجهة الاكراه : ليقول الصحابي ربعي ابن عامر رضي الله عنه ليقف صنديا في الفتح لبلاد الفرس  :
 ( إنما ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الاسلام ) ..
 والثورة التوحيدية المنبعثة من مراقبة الخالق في علاه هي التي تجعل من هذا المكنوز هو الوجاء والحماية لسبيل الأمة .. ولهذا فالشروع في البحث في إيجاد مستقبل ثقافي لزمن العالمية الربانية هو الذي يجعل من الثقافة الربانية هي اصل لبناء ويكون فكر الحرية هو الذي دعم العقل لهذا التوحيد الالهي وليست الوصاية الاكراهية للمرأة والطفل بالقوة والارهاب سوى تأسيس لحالة الخنوع للمستعمر ..
قال الله تعالى في علاه :
 {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }يونس99  
 وما التحرش الجنسي الحادث في توصيف هذه الرسالة النقدية المفيدة سوى حالات عرضية لأمراض مزمنة في العقلية العربية الإسلامية والتي غزاها من قرون ثقافة المستعبدين الأعرابيين السفلة ..
لها بالحكم الوراثي القائم من أساسه على قتل الشورى وهي أصل فكر الحرية في الدين والثورة التوحيدية تبقى هي النبع في تأصيل فكر الأصالة .. 
والسلام عليكم ورحمة الله ..
الرسالة المنشورة :
جريدة الرأي الكويتية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق